{وحُشِر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهُم يوزَعون}.
سيّدنا
سليمان عليه السّلام هو ابن داود بن إيشا بن عويد، من سبط يهوذا بن يعقوب،
وينتهي نسبه إلى إبراهيم الخليل عليهم الصّلاة والسّلام.
أوصى داود
عليه السّلام بالمُلك لولده سليمان. ولمّا مات داود، ورثه سليمان في
المُلك وكان عمره حينئذٍ 12 سنة، وقد كان مع حداثة سنّه من ذوي الفطانة
والذكاء وحسن التدبير والسياسة، وقد أعطاه الله الحكمة وحُسن القضاء منذ
الصغر.
قام سليمان بن داود بعمارة بيت المقدس، تنفيذاً لوصية أبيه
داود بعد أربع سنين من تولّيه المُلك، وأنفق أموالاً كثيرة، وانتهى من
بنائه بعد سبع سنين وأقام السور حول مدينة القدس، ثمّ بنى الهيكل (أي القصر
الملكي) في مدّة ثلاث عشرة سنة وأنشأ مذبح القربان، وكان له اهتمام عظيم
بالإصلاح والعمران.
أكرَم الله سبحانه (سليمان بن داود) بنِعم عظيمة
وهي: ورثه المُلك عن أبيه كما أعطاه الله النّبوة. علَّمه منطق الطير
وسائر لغات الحيوانات. أتاه الله الحِكمة على حداثة سنِّه. سخَّر له الريح،
فكانت تنقله إلى أيّ أطراف الدُّنيا شاء. سخَّر له الجنّ ومردة الشّيطان.
أسال الله له عينَ القِطْر (النحاس المُذاب). وكان جنده مؤلّفاً من الإنس
والجن والطير.
بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني