{ولقدْ فَتنَّا سليمان وألقينا على كُرسيه جسداً ثمّ أناب..}.
قال
ابن كثير: وقد أورد بعض المفسرين آثاراً كثيرة عن جماعة من السلف، وأكثرها
أو كلّها متلقاة من الإسرائيليات وفي كثير منها نكارة شديدة.
ولعلّ
الفتنة المذكورة في الآية الكريمة يقصد بها فتنة في جسده، حيث أنّ سليمان
ابتلي بمرض شديد نحل منه وضعف، حتّى صار لشدّة المرض كأنّه جسد بلا روح.
{ثمّ أناب}، أي رجع إلى حالة الصحّة. أو المراد بفتنته بكلمته الّتي قال
فيها لأطوفنّ على مائة امرأة كلّ واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم
يقُل إن شاء الله، فطاف عليهنّ فلم تحمِل إلاّ امرأة واحدة منهنّ بشق رجل
(أي نصف إنسان) فوضع على كرسيه، فلمّا رأى ذلك، رجع وأناب إلى الله..
والحديث مروي في الصحاح.
عاش سليمان عليه السّلام 25 سنة، وقد لبث
في المُلك 04 سنة، ثمّ توفي عليه السّلام، وكان أمر وفاته حدثاً غريباً، لم
تعلَم به الإنس والجن حتّى بعد مرور سنة على الوفاة، وذلك بعد أن أكلت
(الأرضة) عصاه فخرَّ على الأرض، وتحقّق النّاس من موته، وقد دخل معبده فمات
وهو متوكئ على العصا.
بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني