المقرئ ياسين فكيح، المكنّى بـ''ياسين الجزائري''، صاحب الصوت العذب الجميل
والتِّلاوة العطرة، من مواليد سنة 1969، متزوج وأب لـ3 أطفال، خريج
المدرسة العليا للأساتذة تخصّص كيمياء، وحاصل على ليسانس في الشّريعة تخصّص
كتاب وسُنّة، التقته ''الخبر'' وكان لنا معه هذا الحوار.
كيف كانت البداية مع حفظ القرآن؟
منذ الصغر وأنَا أحفظ القرآن، والفضل يعود للوالد رحمه الله الّذي كان
مؤذّناً بمسجد عقبة بن نافع، وحفظي كان متقطعاً، يعني على مراحل.
مَن هم المقرؤون والشيوخ الّذين تأثّرت بهم؟
صراحة الشيخ يخلف شراطي رحمه الله أستاذي الّذي كان دائماً مثلي الأعلى
وقدوتي، أمّا من المقرئين الشيخ أحمد خليل الحصري رحمة الله عليه الّذي
يسحرني بأدائه المتميّز.
متَى أممتَ النّاس أوّل مرّة؟
في سن الخامسة عشر، كانت المرّة الأولى الّتي أممت فيها النّاس بمسجد
الشّهداء في صلاة التّراويح، ومنذ أكثر من 14 سنة وأنَا أؤم النّاس في صلاة
التّراويح بمسجد أبي عبيدة بن الجراح بباش جراح.
على ذِكرك مسجد أبي عبيدة، لماذا تركتَ المسجد؟
أنَا لم أغادر مسجد أبي عبيدة، ولكن القائمين عليه قاموا بجلب الشيخ فاروق
ماحي كإمام مقيم، وأنا من النّاس المباركين لقدومه، وأتمنّى له كلّ الخير
والتّوفيق، ولابدّ على القائمين على المسجد أن يولوه الاهتمام والرعاية،
وكنتُ سأصلّي بمسجد عقبة، وتلقيتُ عدّة دعوات من الإخوة في عدة مساجد، إلاّ
أنّ القائمين على مسجد عقبة تأخّروا في جلب التّكليف.
وبعدها ذهبت إلى دولة قطر؟
في العام الماضي زرتُ قطر بدعوة من جمعية ''رِكَاز'' الّتي تخدم القرآن
الكريم، بعد أن سمعني الإخوة القطريين في بعض المجالس، قدّموني لوزارة
الأوقاف القطرية، الّتي قامَت هذا العام بإرسال دعوات إلى مشاهير القرّاء
في العالم الإسلامي، وكنتُ من بين المدعوين وكنتُ الوحيد على مستوى المغرب
العربي، وأممت النّاس هناك في صلاة التّراويح لمدّة 20 يوما فقط ، لأنّني
وعدتُ الإخوة في الجزائر بإمامتهم في صلاة التّهجّد بمسجد عقبة بن نافع.
وما وجه المقارنة بين المصلِّي في قطر والجزائر؟
صراحة مساجدنا مكتظة مقارنة بقطر، أضف إلى ذلك فإن الجزائري يحتمل قيام
اللّيل وتطويل الصّلاة عكس القطريين، حيث إنّه في بعض المساجد لمّا تطيل
يبدؤون بالكح والسّعال في إشارة إليّ بالركوع.
ألَمْ تُفكِّر في الإقامة بصفة دائمة في قطر؟
هناك عدّة إغراءات في قطر، اقترحوا عليّ الإقامة هناك، لكنّني لحد الآن
لازلتُ متردّداً في هذا الموضوع، لأنّه ليس من السّهل أن تترك بلدك.
وماذا عن زيارتك لبريطانيا وإمامتك للنّاس هناك؟
صراحة أنا مستغرب من قيام إحدى الجرائد بنشر هذا الخبر في الوقت الّذي
كنتُ في قطر، أنا لم أذهَب لبريطانيا، ولم أصلّ بالنّاس هناك، كلّ ما في
الأمر أنّي تلقيت دعوة من إحدى الجمعيات، ولم أستطع الذهاب لظروف خارجة عن
نطاقي.
ألم تشارك في مسابقات للقرآن الكريم هذا العام؟
تلقيتُ دعوة من الأخ سليمان بخليلي للحضور كضيف شرف في برنامج فارس
القرآن، حضرت البروفات الأولى، لكنّني اعتذرت في آخر لحظة، أشكره على
تفهّمه وأتمنّى له التوفيق.
كيف يقضي الشيخ ياسين يومياته في هذا الشّهر؟
هذه المرّة كان رمضان خاصاً نوعاً ما، لأنّني لا أصلّي بالنّاس التّراويح،
لكنّني أصلّي بهم التّهجّد في مسجد عقبة بن نافع بحي الفيدا ''بيلام''،
أقضيه بصفة عادية في قراءة ومراجعة القرآن. هناك شيء أريد إضافته، ما من
رمضان يمرّ عليّ أصلّي فيه بالنّاس كلّ التّراويح وأصلّي بهم التّهجّد
وأشتغل في النّهار، إلاّ وأشعُر برعاية الله سبحانه وتعالى، فلا أحس أنّي
أبذل أيّ جهد، وهذا بفضل الله تعالى ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
في الأخير بماذا تفضل أن ننهي هذا الحوار؟
أتمنّى أن يكون كلّ حامل للقرآن الكريم في مستوى هذا القرآن من أخلاق وعمل، ونسأل الله سبحانه تعالى التّوفيق والسداد.